كتاب العالم 1 : 20 دقيقة ( 96 صفحه)
الطبعة 1
كتاب العالم 1 : 20 دقيقة


" في البداية ربما لا يمكن تصديق هذه المسألة، أن العقل يتذكر لعشرين دقيقة بعد الوفاة، قبل أن يمضي إلى فنائه النهائي، حتى وإن تكن صحيحة فعلاً فإننا لا نريد أن نصدقها، إذن لماذا نكتب؟ لسببين؛ لأن الفكرة ذهبت بنا إلى مكانٍ بعيدٍ في الرعب، وبقدر ما أخافتنا، بقدر ما أحببناها، لذلك نكتب عن هذه العشرين دقيقة، فالكتابة اختبرتنا كصغارها، ثم علمتنا أن نخلق أشياء صادقةً، وإن لم يكن لها من واقعٍ صادق ومساوٍ. الآخر..إننا نستحلي الكتابة لنخمن أمكنتنا من هذا الفضاء المريع؛ الكون!


أيُّنا سيذهب أولاً، هذا السؤال اخترع هذه اللعبة العنيفة والموجعة، أن نرثي بعضنا دون أن ننتبه، مهما كان رقم مغادرة أحدنا، كلنا في هذا الكتاب لا نعرف أرقامنا، من منَّا سيموت أولاً، من الثاني، من العاشر، من الأخير، كلنا نخاف أن نكون ذلك الأول، وكل واحدٍ سيشعر، على ما يشبه اليقين، أنه لن يكون ذلك الأخير! الأخير الشقيّ، المسكين الذي سيكون عليه واجب توثيق تواريخ وفاتنا، الأخير الذي سيحمل أمانة أن يعيد صفَّ هذا الكتاب؛ الميت الأول فالأول، أو على الأقل ليوصِ، إن هو أنهكته الفجائع، أن يفعل هذا أحدهم، بعد نفادنا كلّنا، حينها فقط سيكتمل هذا الكتاب.


لقد استجبنا لهذا الكتاب لأن أجنحة السؤال الكبيرة أخذتنا إلى أعلى الجبل، هناك حيث نصبح وحيدين وعراة نُطلّ على عالم الأحياء الذين تركناهم عنوة وبقوة البياض من بعدنا وهو يركض حتى احترقت رئتاه.

إننا نكتب لنتوقع، ونكتب لنخمن، ونكتب لنختار، ونكتب لنتخلّص من المرارة الجميلة.

عشرون دقيقة ونحن ننظر إلى موتنا بشجاعة ربما. فمنا لكل الأحياء من بعدنا كتاب العالم خارجاً من عشرين كهفاً إلى عشـرين ميتاً.

أما ترتيبنا في الكتاب فبحسب الأبجدية، أبجديَّة لم يختر أي منَّا حرفاً واحداً منها.. إنها فكاهة القدر الغريب، حين قرر ألا يختار، قررنا أن نختار.

فيما سنترك للحياة والموت ترتيبهما البدائي والأبديّ "


عادل حوشان -


-----------


شارك في كتابة العشرين دقيقة في كتاب العالم «محمد الحرز، عبدالله السفر، عبدالرحمن الدرعان، عبدالله ثابت، عادل حوشان، يحيى آمقاسم، ضيف فهد، ماجد الثبيتي،سعيد الأحمد، منصور العتيق، أحمد العلي، عبدالله العثمان، ضياء يوسف، كميليا البراهيم، نهلة محمد، منال العويبيل، هيا محمد، عبدالله حمدان، ماجد العتيبي،صبا طاهر».

الزوار (1382)