قلعة آكسل ( 245 صفحه)
, سنة النشر 1976
قلعة آكسل
يتألف كتاب"قلعة آكسل"من فصول تناول فيها ويلسون، تباعاً أدب الشعراء والكتّاب الذين رأى أنهم يجتمعون لتحقيق الثورة الرمزية التي يتحدث عنها. واللافت أن هؤلاء الكتّاب لم يكونوا حين كتب عنهم ويلسون دراسته هذه، قد صاروا جزءاً من التاريخ. فمعظمهم كان لا يزال حياً، بل ان بعضهم كان لا يزال في أول عقود انتاجه الحقيقي، ما يعني أنه كان قابلاً، بعد، لأن يتغير ويتطور. لكن ويلسون آثر التقاطهم جميعاً عند تلك النقطة من حياتهم، لأنه رأى - وبصرف النظر عن امكانات تحولاتهم المقبلة ? أن من خلال دراستهم يمكن دراسة العصر ومزاجه، ومفهوم الحداثة وارتباطه خصوصاً بالرمزية. والى هذا يكشف الكتاب في مجمله فكرة ويلسون نفسه عن النقد باعتباره"تاريخاً للأفكار والمخيلة الإنسانية، ضمن اطار الشروط التي تعطي هذا كله أشكاله". وحين يحلل ويلسون نصوص الأدباء المختارين يهتم خصوصاً بمحتوى الروايات والقصائد في استعانتها بشكل أو في آخر من الأشكال التي تنضوي تحت لواء الرمزية. وبالنسبة اليه كان هذا هو الخط الذي يجمع بين هؤلاء الأدباء، ويمكّن بالتالي من فهم أدب بدايات القرن العشرين برمته، هذا الأدب الذي يرى ويلسون أن انجازاته الأساسية انما كانت امتداداً للنزعة الرمزية ولالتقاء هذه النزعة بالنزعة الطبيعية أو صدامها معها. وويلسون الذي كان من كبار المعجبين بادغار آلان بو، كان يعتبر هذا الأخير أول الرمزيين. لكنه - أي ويلسون - كان يرى في الوقت نفسه أن الزمن الذي كان فيه النزاع قائماً بين الرمزية والطبيعية قد ولّى. على اعتبار ان الرمزية تطورت نحو عقلانية كانت تنقصها، كما ان الطبيعية ارتدت مسوحاً شاعرية جديدة. وهذا التلاقي المفترض كان هو ما شجع ويلسون على أن يكشف عن نزعته الحقيقية اذ راح يركز اهتمامه أكثر وأكثر على ما يترتب على الأدب من مستتبعات اجتماعية وسياسية وبحث عن القيم الأخلاقية.
الزوار (1010)