الربيع الروماني للسيدة ستون ( 103 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2005
الربيع الروماني للسيدة ستون
"كان الوضع بالنسبة إلى باولو مُربِكاً ثم أصبح متعذراً الدفاع عنه، لأن باولو كان يعيش حسب تيار الزمن وها هو يجري عكسه. لقد منحته سيولة أزرار الياقوت التي وهبتها له السيدة جاميسن ووكر في مراكش، موسماً مرفّهاً واحداً. غير أن ذلك الموسم انتهى، وكان يجب أن يظهر بديل له من نفس طبيعيته، مثل ثروة وشيكة، وسريعاً إذا اراد باولو أن يتجنّب القيام بخطوة التراجع، أو بتنازل كبير، يؤدي غالباً إلى التخلي الكامل عن الحملة. صرخ باولو في وجه الكونتيسة "أنا أعرفُ أنها ترغب فيّ، فلماذا لا تقول أو تفعل شيئاً". قالت الكونتيسة "صبراً؛ روما لم تُبنَ في يوم واحد!" قال باولو "أنا رومانيّ، ولست روما. إذا لم تقُم بتحرُّك قريباً، سأبدأ جولاتي في ساحة الغاليريا!". حذّرته الكونتيسة "إذا فعلت سنتهي. في الغاليريا عبقٌ لا يعلق فقط في الملابس بل وعلى الجلد في الأنفسا! حتى لو جعت مثلي فعليك أن تكون من القوة بحيث تُقامرُ من أجل الحصول على كل شيء أو لا شيء...". هذا ما كانت عليه الأمور في بعد ظهر أحد أيام شهر نيسان حين شاهدَ باولو وحلاّقه الشاب ريناتو السيدة ستون تترجّلُ من سيارتها الكاديلاك ذات السقف القابل للطيّ، من مكان قريب جداً من الواجهة حتى أنهما شاهدا بوضوح النظرة القلقة، الخائفة قليلاً التي تحملها عينها الزرقاوان الباهتتان دائماً حين تكونُ وحدها وتظن أن لا أحد يراقبها".
الزوار (979)