لم تكن الأزمة التي عصفت بالجزائر وليدة وقتها بل أنها متجذرة في البنى السياسية والاجتماعية والثقافية إذ لم تتمكن الدولة الجزائرية آنذاك من وضع الحلول والمعالجات المناسبة لكثير من المشاكل التي تواجهها آنذاك ولأن فهم هذه الأزمة لا يمكن أن يتم دون الوقوف على مقدماتها التي قادت إليها. وهذا ما يعرضه هذا الكتاب الذي يضم دراسات بأقلام نخبة من المفكرين وتتوزع على محاور يتم من خلالها استعراض جوانب الأزمة الجزائرية واستشراف آفاق الحلول الممكنة والمطروحة على ضوء ما شهدته الساحة الجزائرية من مستجدات. والكتاب يقع في ثلاثة أقسام القسم الأول يبحث في الأوضاع السياسية والإيديولوجية التي مهدت لاندلاع الأزمة الجزائرية، أما القسم الثاني فيركز على دراسة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل أحد البعاد الرئيسية للأزمة وهي محاولة لتقديم بعض الأفكار الرئيسية التي تعد مدخلاً سوسيولوجياً يكشف عن أصول الأزمة. أما القسم الثالث والأخير فهو يركز على الأوضاع الثقافية ويعرض للسياسة الثقافية في الجزائر خلال العقدين الأول والثاني بعد الاستقلال ويتناول كذلك المشروع السياسي البديل والمناهض للمؤسسة الاستعمارية ونظامها، وهو ما يجسد عملية نهوض الأمة وإعادة تبنيها بطريقة وكيفية جديدة عبر إحياء لهوية الجماعية والثقافية وتعبئتها.