الغرينغو العجوز ( 186 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 1999
الغرينغو العجوز
بين شخصيتي الواقع التاريخي/أمبروس بيرس، والفني المتخيل/الغرينغو العجوز، تجيش الثورة المكسيكية 1910 لتقول لنا، عبر العبقري كارلوس فوينتس، أن ثمة حقيقة أكثر ثراء يبدعها الفن في مزجه الخلاق للتاريخي والمتخيل معاً. وهكذا تولد رواية ثورية حقاً. رواية تقول الثورة لا بالشعار المباشر واللغة التقريرية، إذ (ليست الرواية الثورية هي فقط تلك التي يكون لها "مضمون" ثوري، بل تلك التي تحاول تثوير الرواية ذاتها، تثوير شكل الرواية…)، كما أشار خوليو كورتاثار. إن فوينتس، الذي بواه الناقد المكسيكي خوسيه مارتينث مكانة الريادة في سطر الفترة الجديدة للرواية الأمريكية اللاتينية مع كورتاثار، هو الكاتب القائل عن وعي متقدم: (إننا نحيا في بلاد كل ما فيها في انتظار أن يقال، لكن كذلك في انتظار أن يكتشف كيف يقال هذا الكل. إذا لم تكن هناك إرادة لغة في رواية أمريكا اللاتينية، فهذه الرواية غير موجودة بالنسبة لي)، وبذلك يكون فوينتس قد أمسك إمساكاً كاملاً بكل من الترايخ والأدب لأنه استوعب، وباقتدار، آلية عمل الاثنين. "الغرينغو العجوز" واحدة م روايات المكسيكي كارلوس فوينتس، وفيها تتجلى حنكته الإبداعية في كتابة نص يستقي من التاريخ تفصيلاً صغيراً (اختفاء الكاتب الأميركي الشمالي أمبروس بيرس في المكسيك إبان الثورة)، ليشيد عليه عالماً جاذباً في شخوصه الآخذة بالكشف عن واقعها كلما تصاعدت وتيرة الحالية، بقدر ما تكتشف، هي نفسها، حيواتها المستترة عنها!
الزوار (550)