مولد إنسان ( 448 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 1978
مولد إنسان
عندما ظهر أول إنتاج أدبي تحت اسم مستعار هر "مكسيم غوركي" عام 1882، كان مؤلفه الكسي مكسيموفيتش بيشكوف عامل الورشة في مدينة نيجني نوففورود في الرابعة والعشرين من عمره. إلا أنه كان، حتى ذلك الحين، قد قاس الكثير من شظف العيش، وعانى الكثير من العذاب واستوعب تجربة حياتية كبيرة كل من يقارن به في هذا المجال من الكتاب الذين سبقوه أو عاصروه. ومن المتعذر أن يسمى فنان آخر من فناني الكلمة ارتفع بهذه السرعة من حضيض الحياة إلى علياء الثقافة العالمية. إن سيرة حياة غوركي تكشف عنه كإنسان تجرع الماء الأسود من قاع بحر الحياة، مطلع بأفضل شكل على ذلك الواقع، الواقع الجماهيري المؤلم الذي تعيش فيه أغلبية البشرية والذي عاشت فيه، على أي حال، الأغلبية الساحقة من مواطني روسيا القيصرية سابقاً. لقد تجرع شخصياً كل مرارة هذا الواقع وآلامه، وشاهد الآلاف المؤلفة من أمثاله الذين يعيشون حواليه ان شعور المرارة والألم الهائل من إهانة الإنسان واحد من المشاعر الطاغية التي تطورت في دخيلة الكسي مكسيموفيتش منذ الفترة. ومنذ الفترة عقد غوركي النية على أن يتحدث عن ذلك كله بأعلى صوته في نور الشمس. إن هذا الإنسان الذي شهد كيف تعيش الكائنات البشرية كالجرذان كان مستعداً لأن يقدم إلى أبناء الشمس تقريراً رائعاً ومؤثراً من الناحية الفنية عن شرور الحياة وفظائعها، عن شرور أشكال الوجود ذي الوعي المشوه، تلك الشرور التي أغرقت البلاد بيم أسود عاصف. الهب كل ذلك مشاعره وطفق يطر ذلك في أعماله الروائية الإبداعية. وفي هذه المجموعة القصصية "مولد إنسان" خير معبر عن ذلك كله.
الزوار (742)
نسخ مشابهة