أسماء الله الحسنى المعنى والدلالة ( 150 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2005
أسماء الله الحسنى المعنى والدلالة
من أعظم ما يقوي إيمان المرء ويعزز معرفة أسماء الله الحسنى التي وردت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، والحرص والحث على فهم معانيها، والتعبد لله بها، قال تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، ودروا الذين يلحدون في أسمائه، سيجزون ما كانوا يعملون". أخبر الله سبحانه عن نفسه بأنه اختص بالأسماء الحسنى المتضمنة لكمال صفاته، ولعظمته وجلاله بها تضرعاً وخفية في السرّاء والضراء، في السرّ والعلن، ونهاهم عن الإلحاد فيها بجحدها أو إنكار معانيها أو بتسميته بما لم يسم به نفسه أو بتسمية غيره بها وتوعد من خالف ذلك بسوء العذاب. وقد سمّى الله نفسه في محكم كتابه (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحن الله عما يشرون" وفيما أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من السنة الثابتة، فأسماء الله تعالى توقيفيّة، فلا يجوز للعبد أن يعبد غيره ويسمى عبد الفضيل، عبد النبي، مثلاً أو غير ذلك. إن لله تعالى تسعة وتسعين اسماً، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة" رواه مسلم والبخاري. فالمراد ليس حفظها فقط، وإنما معرفتها وفهم معانيها والإيمان بها وتصديقها، والثقة بمقتضاها والاستسلام لدلالتها. فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه، وقوي يقينه. فكم من قارئ للقرآن لا يجاوز حفظه، و كم من مصل لا شيء له من صلاته غلا التعب، وآخر لا شيء له من صيامه إلا الجوع والعطش، وهذه بتلك. فحينما نقول الأسماء الحسنى، فالمراد قصر كمال الحسن في أسمائه تعالى، لأن كلمة الحسنى اسم تفضيل على وزن فعلي، وهي صفة للأسماء على قصة مطلق أسمائه على الله تعالى، وقوله الحسنى تأنيث الأحسن، وإنّما وصف أسماءه تعالى بلفظ المؤنث المفرد، لأن جمع التكسير مطلقاً وجمع المؤنث السالم يجريان مجرى المؤنثة الواحدة المجازية التأنيث، وسميت الحسنى، أنها حسنة في الأسماع والقلوب، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده وفضله. فبذكر الأسماء تتداوى القلوب. فقوله تعالى: "والله هو الغني الحميد" قصر كمال الغنى والحمد لله تعالى، وليس قصر اسم الغني والحميد عليه تعالى، فإن الله تعالى يسمى غنياً وحميداً. في هذا الإطار يأتي الكتاب الذي بين يدينا والذي رصده المؤلف الدكتور "خصر موسى حمود لتبيان معنى ودلالة أسماء الله الحسنى.
الزوار (132)