كتاب بيان الدليل على بطلان التحليل ( 496 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 1998
كتاب بيان الدليل على بطلان التحليل
جاءت الشريعة الإسلامية السمحة بمبادئ وتشريعات وأحكام واضحة لا غموض فيها، وكاملة لا نقص فيها، إلا أن بعض ذوي النفوس المريضة حاولوا أن يلعبوا بها لغاية في أنفسهم. وفتحوا باباً باسم باب الحيل للتخلص من الأحكام الإسلامية في الربويات والنكاح والطلاق والخلع والأيمان وغيرها، وسموا ذلك الباب بالحيل الشرعية. ومن جملة تلك الحيل مسألة التحليل التي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها المحلل والمحلل له، فوضعوا لهذا التحليل طرقاً ملتوية لإرجاع المطلقة ثلاثاً إلى زوجها المطلق وهذه الطرق إذا قرأها الصبيان وفهموها، ملأوا أفواههم ضحكاً وسخرية. وممن تصدى لهذه المسألة بإسهاب، وفضح هؤلاء المحتالين، شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية، فألف كتابه القيم هذا "بيان الدليل على بطلان التحليل" وفيه تكلم عن الحيل بشكل عام، ونهي السلف عنها، وما هو جائز وما هو غير جائز، ثم تكلم عن مسألة سد الذرائع، وعن مسألة التحليل، فشرح هذه المسائل بشكل لا تجده عند غيره، وذكر في ثناياها مسائل مستطردة من الضروري معرفتها. وشيخ الإسلام ابن تيمية غني عن التعريف ويكفيه شهادة ابن الزملكاني الذي كان يعارضه في بعض آرائه حيث قال في حقه: "كان ابن تيمية إذا سئل عن فن من الفنون، ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرف مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في سائر مذهبهم منه ما لم يكونوا يعرفونه قبل ذلك". ومن يقرأ هذا الكتاب يرى فيه مصداق قول ابن الزملكاني بدون شك وريب. فإنه إذا تكلم في النحو كان سيبويه زمانه، وفي الرجال رأيت ابن معين وأبا حاتم الرازي والبخاري ماثلاً أمام عينيك. وفي الحديث كذلك، وفي نقل كلام الأئمة كأن كتبهم وأقوالهم موضوعة أمامه ينقل منها ولأهمية هذا الكتاب ولمكانة مصنفه العلمية عني "حمدي عبد المجيد السلفي بتحقيق نص الكتاب، وبمقابلته مع المخطوطة بعد كتابته، وكذلك مقابلته مع المطبوعة، وبتخريج كثير من أحاديث النص. والهدف من كل ذلك إخراج هذه الطبعة من الكتاب واضحة، كاملة وهذا ما سيسهل على المطلع عليه استيعاب مادته.
الزوار (194)