طرائف الولاة ( 80 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 1992
طرائف الولاة
الولاة، في عصور الخلافة الإسلامية، هم ممثلو الخليفة على الأقاليم أو الولايات. هم الحكام، أو ساسة أمور الرعية. وقد أرادهم الإسلام أن يكونوا -إضافة إلى الخليفة- أمناء للناس على حقوقهم، يقيمون العدل بينهم. لقد كانت سير الولاة والعمال في رعاياهم مرايا للحكم الإسلامي، تعكس وجوهاً له، تتفاوت من حيث اقترابها أو ابتعادها عن روح النصوص الإسلامية، التي لم تضع وسيلة للتفرقة بين الناس إلا التقوى. وما سبب ذلك التفاوت إلا اختلاف الولاة، بعضهم عن البعض الآخر، اختلافاً قد يكون طبيعياً. فمنهم من كان يأخذ الناس بالشدة، ومنهم من كان يأخذهم باللين. منهم من كان يذهب مذهب العنف والظلم، ومنهم من كان يذهب مذهب الرأفة والرحمة. وبين هؤلاء وأولئك ولاة أخذوا من كل مذهب بطرف: شدة بغير ظلم، أو لين بغير ضعف. فالكلام إذن على الولاة وسيرهم إنما يكشف عن أهم مظاهر الحكم الإسلامي وتفاصيل ممارسته، كما يكشف أيضاً عن وجوه العلاقة بين الحاكم والناس. ويظهر لنا تالياً معنى أن يكون الوالي مستقيماً حميد السيرة، ومدى تأثير ذلك على استقامة الحكم بعامة، في هذه الفترة أو تلك من عصور الخلافة الإسلامية. إن ما جمع في هذا الكتاب من طرائف الولاة وأخبارهم، يعطي صورة معبرة عن علاقة الوالي بالناس من جهة، وعن علاقته بالخليفة من جهة ثانية. وهو في الحالتين، إنما يعطي صورة معبرة عن سياسة الوالي في جميع المستويات: المالية، الاجتماعية، والدينية... وغيرها، ويعبر في النهاية، ولو تلميحاً، عما أدت إليه السياسات-على اختلافها، من عواقب ونتائج مختلفة.
الزوار (274)