أخبار الحمقى والمغفلين
أخبار الحمقى والمغفلين
قال علي بن أبي طالب: "روحو القلوب واطلبوا لها طرق الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان"، لهذا الغرض سعى ابن الجوزي في جمعه لأخبار الحمقى والمغفلين في طيات هذا الكتاب وهو يقول أنه آثر أن يجمع أخبار هؤلاء لثلاثة أشياء، الأول: أن العاقل إذا سمع أخبارهم عرف قدر ما وهب له مما حرموه، فحثه ذلك على الشكر. والثاني: أن ذكر المغفلين يحث المتيقظ على اتقاء أسباب الغفلة إذا كان ذلك داخلاً تحت الكسب وعامله فيه الرياضة، وأما إذا كانت الغفلة مجبولة في الطباع فإنها لا تكاد تقبل التغيير. والثالث: أن يروح الإنسان قلبه بالنظر في سير هؤلاء المنحوسين حظوظاً يوم القسمة (أي حين قسم الله سبحانه العقول على البشر). وما زال الإنسان في كل زمان ومكان تعجبه الملح ويهشّ لها، فهي تجمّ النفس وتريح القلب من كد الفكر وهموم الحياة... ولعل في هذا الكتاب واحة تستظل النفس المتعبة في أفياء فصولها من شمس الحياة القائظة.
الزوار (438)
نسخ مشابهة