مملكة الكراهية؛ كيف دعمت العربية السعودية الإرهاب العالمي الجديد ( 446 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2014
مملكة الكراهية؛ كيف دعمت العربية السعودية الإرهاب العالمي الجديد

“مملكة الكراهية” هو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن دار الجمل بغداد ـ بيروت لمؤلفه البروفيسور بالعلوم السياسية والقانون الدولي الأميركي “دور جولد” ترجمة المغربي محمد جليد. يتناول هذا الكتاب، وهو ضمن سلسلة كتب أصدرها المؤلف تعالج دول الخليج العربي بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل أكثر تفصيلا ضمن الاستراتيجية الأميركية بالتعامل مع هذه الدول سياسيا وعسكريا واقتصاديا. وتزامن صدور هذه الكتاب الوثائقي مع التغيير الجاري حاليا بعد وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وتسلم الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز مقاليد العرش وما يدور حول هذا التغيير من تحليلات وتكهنات عن آفاق الحكم الملكي بالمملكة والتوقعات المرادفة له.

يثير العنوان “مملكة الكراهية” الذي أختاره المؤلف السياسي الأكاديمي المحترف “دور جولد” الكثير من الدهشة والغرابة لدى القارئ. فهو عنوان غير سياسي بالطريقة التقليدية، لكنه عنوان تحريضي على نحو ما.

“مملكة الظلام” “مملكة الجهل” “مملكة الجراد” تلك عناوين مطروقة بالصحافة العربية وهي تتناول بالنقد الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية كحاضنة للفكر الإرهابي الوهابي الذي تتبناه المملكة رسميا كعقيدة إسلامية وحيدة، تلك العقيدة التي أنتجت التطرف الإسلامي والفكر الجهادي التكفيري الذي أنتج بدوره تنظيم القاعدة وتفريعاتها من داعش والدولة الإسلامية وجبهة النصرة وحركات الجهاد المتناثرة على وجه الكرة الأرضية من أوروبا وأفريقيا وأسيا وخصوصا العراق وسوريا وبلاد الشام عموما.

يوضّح المؤلف بالوثائق الرسمية والتواريخ والأرقام والإحصائيات الإسهام العميق والكبير الذي تسهم به المملكة العربية السعودية بالتأثير على مجريات الأحداث العالمية عن طريق تغذية الفكر الديني المتطرف وتنمية النزعات التكفيرية للفكر الوهابي علانية وجهارا تارة وسريا تارة أخرى. ويرصد المأزق السياسي للإدارات الأميركية المتعاقبة والازدواجية العلنية والسرية للتعامل الأميركي مع المملكة العربية السعودية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية. فالإدارات الأميركية جمهورية كانت أم ديمقراطية تتعامل مع المملكة بطريقة ازدواجية مثيرة للغرابة ومتناقضة مع القيم الديمقراطية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية كعقيدة ثابتة تفرضها على جميع الدول التابعة تحت هيمنتها، وهي علاقة تشبه وتتقارب كثيرا من موقف أمريكيا من دولة إسرائيل.

وبينما أخذت المملكة العربية رسميا تدين التطرف الديني والفكر التكفيري التدميري الذي عمل بالدول والناس الأبرياء فتكا وتقتيلا، وزعزع الاستقرار العالمي منذ أحداث 11 أيلول 2001 حتى اليوم، يرصد المؤلف الكثير من الجمعيات “الخيرية” التي يديرها أمراء ونافذون في المملكة “والمدارس” التي تحترف تغذية الكراهية للمواطنين السعوديين وغيرهم بدروس الحقد وتحليل دم ليس لمن لا يدين بالدين الإسلامي وإنما تتعدى ذلك ليشمل الجميع ممن لا يدينون بالفكر الوهابي ذاته. هل ننتظر بعض التغيير؟

الزوار (425)