كل البشر كاذبون ( 216 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2014
كل البشر كاذبون

ومع ذلك، إذا كان علي أن أدافع عن قضيتي أو أن أبرر جهدي لكي أصف شخصية بالغة الغموض والعتمة، فسأقول، مهما كانت استيهامية، إن بيفيلاكا يجسد بالنسبة إلي نوعية مرعبة في إنسانيتها. إذ لا يوجد شيء بطولي في هذا، ولا جرأة، ولا حتى شغف، ولكن يوجد شيء أقل فخامة، وأكثر تفاهة. نوعية قائمة في منتصف الطريق بين الضلال والرغبة، بين ما نقوله خطأ وما نحاول أن نؤكده زيفًا. إذ ليس الكذب هو الذي يفترض وجود فعل مقصود وشكلًا فنيًا، وكذلك اعترافًا بالحقيقة التي سنخونها. لا، إن المقصود هو نوعية أكثر إزعاجًا، وأكثر مأساوية، وأكثر حساسية، وأكثر جوهرية. وأريد أن أتكلم عن هذه النوعية التي، في أيام معينة من أيام القيظ، تبدو لنا بأن الزفت المعدني قد أصبح ماء، وتجعلنا نضع يدًا على كتف امرأة نخلط تنورتها مع تنورة صديقة ضائعة، والتي تجعلنا نصعد إلى طابق نعتقد بأنه طابقنا، فنقرع بابًا يقف خلفه مجهول يستعد لارتكاب عمل لا يمكن اصلاحه.

الزوار (1441)
نسخ مشابهة