في ظل فنجان قهوة ( 135 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2014
في ظل فنجان قهوة
في جديدها القصصي "في ظل فنجان قهوة" بدت حنان فرحات متحدة مع الوجع في علائقية خاصة، منطلقة من الذات وإلى الذات، معبرة عن فكرة الغربة الحقيقة، والأحلام المجهضة للإنسان المعاصر، وهي تفعل ذلك في طرح عميق، ورؤية واضحة، مشغولة برمزية فنية يتمازج فيها فعل الروي والتشكيل، بمعنى أن الكاتبة تشكل نصها كمن يرسم لوحة، لوحة من الأصوات والروائح والوجوه والألوان والمناظر والأشكال؛ التي ما تلبث أن تلقي بظلالها على المتلقي ليصبح هو والمشهد في توحد تام. وإذ نحن أمام تأليف أدبي فسيح يرسم عصراً كاملاً أو مجتمعاً ما. والتعريف بهذه المجموعة القصصية لا يكتمل إلاّ بما تود قوله الكاتبة في المقدمة التي تستهل بها الكتاب: "في ظلّ فنجان قهوة ثلاث: قهوة، وفنجان، وظل. أمّا سّر الفنجان فَسِرٌّ أبيح على كل طاولة في كل مقهى متربّع على إحدى رقاع الوطن.. وأمّا ظِلّه فصرْح يختبأ خلفه الجميع من صدى أصواتهم.. وأما القهوة فحبيبات لـمّا تنجح في إقناعي بأن لمرارتها لذّة. وأمّا أنا، فمارّة من جانب الفنجان، دوّنت كلماتها وغادرت تبحث عن آخر". وفي هذا العمل تمارس حنان فرحات خبرتها السردية بتحكم واضح بأدواتها، فتجمع بين الراوي العليم المراقب والرواة المشاركين في الأحداث، وتنتقل بين مشهد وآخر بتلقائية، وقد تجمع بين أكثر من مشهد ومن راوٍ في الوحدة السردية نفسها، عبر مزيج من الوقائع والأحداث والشخوص في حركية تضفي على النص حيوية ما. وكل ذلك يأتي وفقاً لمقتضيات اللعبة الفنية الروائية وما تستدعيه من تقديم، وتأخير، وتداعٍ ، وتذكر، وتفصيل. وأما لغة السرد فهي سلسة، أنيقة، ولا تتورع عن ممارسة التصوير الكاريكاتوري الساخر أحياناً، ترصد الحركات والتفاصيل والجزئيات؛ وتحيل إلى الواقع المعاش، ما يبرز قدرة الكاتبة على إخراج كل حكاية في الخطاب المناسب لها وللعالم المرجعي الذي تحيل إليه، وهذا يعني أننا نقرأ نصاً معاصراً، بل قُل نصاً حديثاً شكلاً ومضموناً. تقسم المجموعة إلى العناوين الآتية: 1- في ظل فنجان قهوة، 2- حين جف القلم، 3- أحلامي بالرصاص 1، 4- أحلامي بالرصاص 2، 3- خمسة أيام على حدود الذاكرة، و4- فصول من زيارتي للعدَم.
الزوار (252)
نسخ مشابهة