صيدلية أفلاطون ( 133 صفحه)
, سنة النشر 1998
صيدلية أفلاطون
تحتل دراسة صيدلية أفلاطون مكانة أساسية فى العمل الفكرى للفيلسوف الفرنسى, جزائرى الأصل والمولد, جاك دريدا. عمل لن نطيل هنا التوقف للتعريف به. دعونا, للحظة الراهنة, ولموقعة هذه الدراسة, نقول الشئ الوجيز التالى. هو, إجمالا, عمل عنى, منذ صفحاته الأولى أو تباشيره, بتفكيك الفكر الغربى, منذ الميتافيزيقيا اليونانية التى تشكل لهذا الفكر أصله وأساسه, حتى أعمال المعاصرين. تفكيك يستند إلى محاور متنوعة ويستهدف, من هذا الفكر, مداميك عديدة. وفى أولها التصور الغربى للكتابة, وللهامش, هذا التصور الذى ينظر إلى الكتابة كممارسة هامشية, وثانوية, بالقياس إلى الكلام المعتبر, فيه, خطابا سيدا, انعكاسا لخطاب الأب فى الذات, وللخطاب الأكبر المتعالى, اللوغوس, الكلام الإلهى أو كلام العقل بما هو كلام تدبرته ذات إلهية, متعالية. هو بالتالى خطاب الذات نفسها بما هى مؤسسة ومدعومة بذلك الخطاب.  كلام قادر فى عرف الميتافيزيقيا أو فى وهمها على استدراك نفسه, تصحيحها, والدفاع عنها فورا. كلام هو بالتالى فورى, ناجز, حاضر, ومزود بحضور. وفى تفكيكه لهذا الفكر, لا يروح دريدا, كما قرأه البعض مخطئين, يفضل الكتابة على الكلام, بل يرينا أنها حاضرة فى أصل الكلام, وفى بنيته وترتيبه. كما لا يروح يفضل الهامش على المركز بل يرينا أن المركز مهدد أصلا, وأولا بأول يعمل الهوامش عليها يعتمد فى "كينونته", ومنها يتغذى, مفترضا إياها أولا بأول, وإلا فلم هو مركز وبدلالة ماذا تراه يدعى بالـ"مركز"؟
الزوار (765)