رحلتي من الشك إلى الإيمان ( 127 صفحه)
رقم الايداع 9770810185 , الطبعة 1 , سنة النشر 2001
رحلتي من الشك إلى الإيمان
الوحدة بين الموجودات تعني وحدة خالقها، ولكنها لا تعني أبداً أن هذه الموجودات هي ذاتها الخالق. ولا يقول الناقد التشكيلى من الرسوم أنها الرسام، وإنما تقول النظرة العلمية المتأملة لظواهر الخلق والمخلوقات أن هناك وحدة بينها... وحدة أسلوب ووحدة قوانين ووحدة خامات تعني جميعها أن خالقها واحد لم يشرك معه شريك ولم يسمح بأسلوب غير أسلوبه. وتقول لنا أيضاً أن هذا الخالق هو عقل كلي شامل ومحيط يلهم مخلوقاته ويهديها في رحلة تطورها ويسلمها بوسائل البقاء فهو يخلق لبذور الأشجار الصحراوية أجنحة لتستطيع أن تعبر الصحارى الجرداء بحثاً عن ماء وعن ظروف إنبات مواتية. وهو يزود بيضة البعوضة بكيسين للطفو لتطفو على الماء لحظة وضعها ولا تفرق وما كان من الممكن للبعوضة أن تدرك قوانين أرخميدس للطفو فتصنع لبيضها تلك الأكياس، وإنما هو العقل الكلي الشامل المحيط الذي خلق... هو الذي يزود كل مخلوق بأسباب حياته... وهو خالق متعال على مخلوقاته. يعلم ما لا تعلم وبقدر على ما لا تقدر ويرى ما لا ترى. فهو واحد أحد قادر عالم محيط سيمع بصير خبير... وهو متعال يعطي الصفات ولا تحيط به الصفات. والصلة دائماً معقودة بين هذا الخالق ومخلوقاته فهو أقرب إليها من دمها الذي يجري فيها، وهو المبدع الذي عزف بإبداع هذه المعزوفة الكونية الرائعة. وهو العادل الذي أحكم قوانينها وأقامها على نواميس دقيقة لا تخطىء. وهكذا قدم العلم لصاحب هذه السطور الفكرة الكاملة عن الله والذي من خلالها مراحل رحلته من الشك إلى اليقين من الشك إلى الإيمان.
الزوار (3851)
نسخ مشابهة