المرجع والدلالة في الفكر اللساني الحديث
المرجع والدلالة في الفكر اللساني الحديث
كان الغرض الأول من ترتيب هذه النصوص إعطاء فكرة عن مدى عمق التحليل اللساني الذي وصلت إليه الدراسة اللسانية مع فلاسفة اللغة، والذي يتجاوز، بل يختلف اختلافاً جذرياً بين تصورنا الكلاسيكي للغة وبين ما آلت إليه هذه الدراسة الحديثة من فهم منطق اللغة الطبيعي الداخلي.
وإذ وجد هذا الكتاب، على درجة عمق فلاسفته، وصعوبة قراءة نصوصهم الأمهات الواردة فيه، استحساناً، ورضا وقبولاً من لدن القارئ العربي، فإني متيقن، بأن ما طمح إليه مجهود نقل بعض أصول هذا التفكير المعاصر، بمحاولة الإبقاء على نقاء المصطلح العربي وتطويره وتجديد طرائق تقاليبه، واختيار ما لذ في السمع منها، وتحاشي الحشو، والتنافر، والغريب، قد آتى ثمرته. والصعوبة التي كانت تعترض اختلاف الترجمات، حتى في اللغات الأجنبية المنقول عنها هذه النصوص، إنما كان مصدرها نقل المذاهب والمدارس اللسانية مما لا تحتاجه العربية، أما الفكر اللساني وهو شغل الفلاسفة، فهو منطق لا يجوز أن يختلف ولا أن يتناقض. ولذلك اعتمدت في جميع ما ترجمت أن أتحاشى أصحاب المدارس، والشراح.