المرجع والدلالة في الفكر اللساني الحديث ( 208 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2000
المرجع والدلالة في الفكر اللساني الحديث
كان الغرض الأول من ترتيب هذه النصوص إعطاء فكرة عن مدى عمق التحليل اللساني الذي وصلت إليه الدراسة اللسانية مع فلاسفة اللغة، والذي يتجاوز، بل يختلف اختلافاً جذرياً بين تصورنا الكلاسيكي للغة وبين ما آلت إليه هذه الدراسة الحديثة من فهم منطق اللغة الطبيعي الداخلي. وإذ وجد هذا الكتاب، على درجة عمق فلاسفته، وصعوبة قراءة نصوصهم الأمهات الواردة فيه، استحساناً، ورضا وقبولاً من لدن القارئ العربي، فإني متيقن، بأن ما طمح إليه مجهود نقل بعض أصول هذا التفكير المعاصر، بمحاولة الإبقاء على نقاء المصطلح العربي وتطويره وتجديد طرائق تقاليبه، واختيار ما لذ في السمع منها، وتحاشي الحشو، والتنافر، والغريب، قد آتى ثمرته. والصعوبة التي كانت تعترض اختلاف الترجمات، حتى في اللغات الأجنبية المنقول عنها هذه النصوص، إنما كان مصدرها نقل المذاهب والمدارس اللسانية مما لا تحتاجه العربية، أما الفكر اللساني وهو شغل الفلاسفة، فهو منطق لا يجوز أن يختلف ولا أن يتناقض. ولذلك اعتمدت في جميع ما ترجمت أن أتحاشى أصحاب المدارس، والشراح.
الزوار (592)