وأنا هنا أحاول أن أقتطف لمحات من حياتى.. ربما يكون فيها شئ من الفائدة والواقع أننى لم أفكر فى كتابة سيرة ذاتية من قبل ، فقد كنت أعتقد أنها من حق الأعلام البارزين وحدهم، أولئك الذين تركوا آثارا بارزة على أحدث التاريخ، أو بصمات واضحة على حركة الحياة، لكنى أمام رغبات ملحة من بعض الأبناء الأعزاء في الدول العربية والإسلامية، تطالب بكتابة شئ عن حياتى حتى يستعينوا بها، وهم يعدون رسالات الماجستير والدكتوراة فى عدد من الجامعات، بخصوص "الأدب الإسلامى" وبالذات حول الروايات الإسلامية المعاصرة التى كتبتها منذ سنوات باعتبارها تطبيقا عمليا لما دعوت إليه في كتابي "الإسلامية المذاهب الأدبية" و " حول الدين والدولة" ومن طبيعة الأطروحات التى تقدم فى الجامعات أن تشمل جانباً عن حياة الكاتب.
والجزء الاول من الكتاب يتناول جوانب من السيرة الذاتية للدكتور نجيب الكيلاني وقوفا على اعطاء نبذة عن حياته من حيث الاشارة الى مولده ونشأته وتربيته الريفية واهم الظروف والعوامل التي اثرت فيه وساهمت في تشكيل فكره وثقافته متعرضاً في هذا السياق لبعض ذكرياته السياسية التي تعكس الواقع الاجتماعي والفكري والثقافي والاجتماعي في الفترة التي عاصرها مستعرضا بعض الشخصيات البارزة التي اختلط بهم والدول التي زارها ومن اهم الموضوعات التي ناقشها في هذا الجزء ذكرياته في قريته الصغيرة وبعض الصعوبات التي واجهته خلال حياته مع عرض لبعض ذكرياته مع ثورة يوليو .