هذا الكتاب يجمع بين دفتيه خمس دراسات تتناول شعرنا العربي القديم، تتحرك ضمن فضاء زمني مكاني حدوده تبدأ من العصر الجاهلي ولا تتجاوز العباسي، وهي دراسات لا رابط مباشر أو ميكانيكي بين موضوعاتها، إن أحب القارئ أن يعثر عليها، لكنه بالمقابل سيجده في طموح هذه الدراسات أن تفتح عينيه على أشياء جديدة في شعرنا القديم غيبت الألفة بعضها، وذهب النقد السطحي السريع ببعضها الآخر، حين تلهى الكثير منه بتقسيم السعر وحتى القصيدة الواحدة إلى أغراض لا رابط بينها، فقرأ العائم دون أن يغوص على اللؤلؤ المخبوء في مياهه العميقة، وعجز عن التقاط الرمزي والنفسي والإنساني الخالد في نصوصنا ولم يخرج إلا بالتفسير القريب، أو الدلالة التاريخية النسبية على أفضل حال.