رهاب المثلية ( 191 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2006
رهاب المثلية
اعتاد مجتمعنا على تجاهل الأمور وتفادي المواجهة، فكل ما هو غير مألوف أو مقلق هو خارج نطاق التواصل أو في أفضل الأحوال، فرصة للتعبير عن القرف والتقزز من الآخر المختلف. أنصاف الحقائق المعتادة، وما يزيد عنها تابو مسكوت عنه وموضوع خارج القانون. نتيجة، غاصت أجزاء من مجتمعنا في الهامش لتساهم في ما نحن فيه من حرمان ثقافي وفقر تواصلي. أصبحنا رهن خوف ذاتي ورقابة تملي علينا تفكيرنا. نتائج النقاش مقررة مسبقاً والهامش يكبر ويزيد. من المواضيع المسكوت عنها موضوع الجنسانية عموماً والمثلية خصوصاً، حيث يواجه أفراد كثير في مجتمعنا اليوم شتى أنواع العنف والنبذ، ويعيشون حرماناً عاطفياً يسبب فراغاً اجتماعياً ونقصاً في المشهد الثقافي. لكن لحسن الحظ، بدأنا مكتشف أخيراً أن التغاضي لا يلغي الأشياء، وأن السكوت نوع من الموت الاجتماعي، وأن لنا في التواصل حياة أخرى، قد لا تكون أطول، لكنها أوسع وأغنى. كائن جديد تنفس الصعداء في أزقتنا وبدأ يكبر حتى وجد مكاناً، ولو صغيراً، في الحيز العام. لعل أحد مؤشراته هذا الكتاب-التجربة، موضوعه رهاب المثلية، أي الخوف المرضي من المثليين/ات أو كراهيتهم، وهو الأول من نوعه في اللغة العربية. نأتي به اليوم لعله يكون فاتحة للتواصل الاجتماعي المتبادل.
الزوار (315)