إن هذا الكتاب يتناول موضوع الثقافة، حيث يتميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية الأخرى، بأنه يتمتع بثقافة بكل ما تحويه من معايير وقواعد سلوكية، وحيث أن لكل مجتمع إنساني ثقافة معينة تحدد رؤيته لما يحيط به من نماذج ثقافية مادية ومعنوية. وبالتالي تختلف الثقافة باختلاف المجتمعات. وتختلف الثقافة في المجتمع الواحد من فترة زمنية معينة عنه في فترة زمنية أخرى. وكذلك تختلف مكونات الثقافة في مجتمع عن مكوناتها في مجتمع آخر. وتبدو أهمية الثقافة في أنها كالهواء نستنشقه، ونسلم به تسليمًا، ولا نكاد نشعر به. ويهدف هذا الكتاب إلى تبيان أن الثقافة تمثل ضرورة إنسانية وأخلاقية، وهي لازمة لرقي المجتمعات وتقدمها. وقد جاء الكتاب في ثمانية عشر فصلًا هي: [ماهية الثقافة، الاختراع، الاتجاهات النظرية في تفسير الثقافة، خصائص الثقافة، أهمية الثقافة، وظيفة الثقافة، تصنيف الثقافة، الثقافات الفرعية، التطور التاريخي للثقافة، التغير الثقافي، الثقافة والحضارة والمدنية، علم الاجتماع الثقافي، الثقافة والمجتمع، الثقافة والبناء المعياري، الثقافة والعمليات الاجتماعية، الثقافة والعلم، الثقافة والسياسة، الثقافة والطبقة الاجتماعية، الثقافة والشخصية].