الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الإسلامية ( 599 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2005
الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الإسلامية
يقوم الباحث والروائي الدكتور عبد الله خليفة في هذا المشروع الفكري بقراءة جديدة للوعي الديني والفكري في المنطقة، منطلقاً من جذوره البعيدة، عبر دراسة البنى الاجتماعية التي تكونت في المشرق، معتبراً الثورة الإسلامية المحمدية التأسيسية في مكة النقلة النهضوية الكبرى في تاريخ العرب، والتي لم تستطع التيارات الفكرية والفقهية وأفكار الفلاسفة المسلمين أن تصل إلى محتواها الاجتماعي التحويلي. إن عجز تيارات القدرية والاعتزال والإماميات المختلفة والآراء الدينية المحافظة عن تشكيل نهضة شاملة، وإنتاجها الكثير من النظرات الجديدة والفلسفات الناقدة، تتعلق بالبنى الاجتماعية التي نمت فيها أفكار تلك الاتجاهات والمدارس، وتغير طبيعة البنية الاجتماعية لعرب الجزيرة، البدو الأحرار، الذين انتقلوا إلى مناطق الشمال، وكيف تمت عملية إعادة تشكيل الإسلام في الدول التي ورثت الهياكل الاستبدادية القديمة، وغدت فيها الفئات الوسطى عاجزة عن تشكيل طبقة وسطى حرة، ولهذا راحت القوى المحافظة تنزع المضامين التقدمية من الثورة الإسلامية التأسيسية، وتحيل جوانب عديدة منها إلى أشكال وعبادات ومعاملات، مفرغة من دلالاتها الكفاحية. إن هذه الأفكار تترافق وتحليلات معمقة في جذور المنطقة، وأديانها، وتداخلاتها مع الإسلام، لكن داخل البنى الاجتماعية الجديدة التي أسسها العرب المسلمون، والتي أخذت تعيش ظروفاً وتأثيرات جديدة أيضاً. إن هذه الرؤية المركبة تستدعي تقديم الكثير من التحليلات التي تصل إلى التداخلات المتعددة لهذه الظاهرات. إن هذا كله يتجسد عبر قراءات ملموسة للأوضاع الاجتماعية والصراعات السياسية، والتراكمات الفكرية، ومن خلال كشف حراك الطبقات والسكان وتحولات الأديان، ونشؤ المدن المتأسسة على التكوين القلي، وكيفية إعادة تشكيل الإرث السابق، وكيفية رؤيته من خلال القوى المتصارعة المتعددة. وتلعب الأشكال الفكرية العليا من دين وفلسفة وثقافة عامة، دور البلورة للاتجاهات الاجتماعية المتصارعة، غرفاً من الماضي البعيد والقريب، وعلاقة بالقوى المؤثرة من السكان، وصراعاً مع القوى المهيمنة المستغلة للإرث الماضي لإنتاج مشروعاتها المختلفة.
الزوار (401)
نسخ مشابهة