لقد أعدّ هذا الكتاب لمستوى الدراسات الجامعية في قسم التاريخ، وفق خطة بين الشمول والإختصار والتركيز، فتضمّن تعريفاً وافياً بعلم التاريخ، ومناهج البحث التاريخي، وعرضاً مركزاً لفلسفة التاريخ والمدارس المختلفة في تفسيره مع تخصيص مساحة أكبر للتفسير الإسلامي للتاريخ. كما تضمن البحث في علم التاريخ عند المسلمين خاصّة، وما صنّفه المسلمون من كتب متخصصة في هذا العلم كان لها السبق التاريخي على غيرها، ثم جهود المؤرخين المسلمين في نقد التاريخ، مع بحث مناسب في نشأة التدوين التاريخي عند المسلمين ومراحل تطوره. وأخيراً دراسات مركزة في أربع مجموعات تاريخية، انتخبنا لكل مجموعة ثلاثة مصادر، فتضمن هذا القسم دراسة معمقة ومركزة في اثني عشر مصدراً من مصادر التاريخ الإسلامي، جعلنا كل واحدة منها نواة لدراسة مفصّلة في المصدر المعينّ، كما شكّلت في مجموعها مدخلاً مهماً ونواة لدراسة مقارنة واسعة في مناهج المؤرخين بشكل عام، أو مقارنة بين مراحل التدوين التاريخي من خلال هذه المصادر الأساسية التي تمثلها.