مقدمة لقراءة فكر أغسطينوس ( 216 صفحه)
رقم الايداع 9786144180693 , الطبعة 1 , سنة النشر 2011
مقدمة لقراءة فكر أغسطينوس
لا يمكن قراءة فكر أغسطينوس دون الدخول في حوار جادٍّ مع هذا الفيلسوف يسمحُ للقارئ العربي التحرّر من عبء المقاربات الإقتطاعية للتاريخ ويقدّم له رؤية أوسع للتراث وللهويّة. لقد كان أغسطينوس حلقة وصل أساسية بين الفلسفة القديمة والفلسفة الوسيطة، وقد تمّ الإستشهاد به حديثاً أكثر من غيره من فلاسفة القرون الوسطى، كما تمّت العودة إليه من قبل هوسّارل وهايدغير وآرنت ودريدا وليوتار وغيرهم. فقد كتب أغسطينوس 232 كتاباً في الفلسفة واللاهوت والفنون الحرة وغيرها من المجالات، وعلى الرغم من محاولات الزجّ به حصراً في قائمة اللاهوتيين، إلا أننا لا نستطيع إنكار إسهاماته الفلسفية. إنه فيلسوف الطويِّة التي انبثق عنها تفكيره في العقل والزمن والمطلق والآخر والحقيقة، فالخارج أو الظاهر عنده إمتداد للباطن، وأما الباطن فهو وسعٌ لكلّ شيء بما في ذلك الكينونة والذاكرة وذاكرة النسيان؛ أليست الطوية مطلباً نبيلاً سعى مراقبو الضمائر الإنسانية اليوم إلى الهتك به وقد تمّ تعضيدهم في ذلك بمحاولات تفقير الذات. من هنا تبدو الحاجة إلى قراءة جديدة لفكر أغسطينوس؛ إنها قراءة تعمل على التحرر من كل محاولات الإستحواذ الديني أو العرقي على أغسطينوس، والتحرر كذلك من محاولات إقصائه بإسم الدين أو السياسة أو الإنتماء الهووي الضيق.
الزوار (182)