تاريخ الفلسفة الحديثة ( 485 صفحه)
رقم الايداع 9789776276840 , الطبعة 1 , سنة النشر 2011
تاريخ الفلسفة الحديثة
خصائص العصر الحديث نستطيع أن نردها، إلى اثنتين: الفردية العنيفة في الأدب والدين والسياسة، والعناية البالغة بالعلم الآلي وتطبيقاته العلمية إلى توسيع سلطان الإنسان على الطبيعة والزيادة في رخائه. وقد تناولتها في ستة أبواب، ويدور الباب الأول على عصر النهضة، أي القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وهو عصر جديد ولكن فيه شئ غير قليل من القديم، فيه أتباع لأفلاطون يستمدون منه أسباب دين طبيعي، وفيه رشديون يذيعون الإلحاد تحت ستار دراسة أرسطو وابن رشد، وفيه علماء يحاولون استكناه أسرار الطبيعة بالسحر والتنجيم، وآخرون يضعون أسس العلم الحديث، ولكن ما إن يجئ القرن السابع عشر، وهو موضوع الباب الثاني، حتى تهدأ الثورة، ويبدو ميل إلى الإنشاء بعد الهدم، فتزدهر نهضة دينية، وبخاصة في فرنسا، وتظهر أمهات المذاهب الحديثة، في مقدمتها مذهب "ديكارت" أما موضوع الباب الثالث فهو الفلسفة الإنجليزية التي تستمسك بالتجربة، ويلح فيها الإنجليز، وأشهرهم "هيوم" ويصطنعها الفرنسيون، فيرد "كوندياك" المعرفة بأسرها إلى الإحساس، وينقد "فولتير" و "روسو" وأضراب لهما كثيرون أصول الدين والاجتماع ويبدون فلسفة "ديكارت" ، ويجمع "كانط" بين المذهبين الحسي والعقلي في محاولة قوية لتفسير العلم والوجود. وبينما يبدو القرن الثامن عشر عصر تحليل دقيق ونقد عنيف، إذا بالنصف الأول من القرن التاسع عشر، موضوع الباب الرابع، يعمل على صاخبة تحمل أسماء "فختي" و "شلنج" و "هيجل" و "شوبنهور" ، ويتعمق الفرنسيون في دراسة الحياة النفسية وشرائطها بحيث يترتب على هذه الدراسة حلول في سائر النواحي، كما فعل "مين دي بيران" أو يستوعب "أوجست كونت" جميع النواحي في مذهب واحد يصدر عن الواقعية، ويحاول نفر من الإنجليز، أبرزهم "هاملتون" تصحيح المذهب الحسي بالفلسفة الألمانية، ثم ينقلب الحال في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، موضوع الباب الخامس، فينشب صراع بين المادية وقد وجدت أسلحة جديدة في نظرية تطور الأحياء، وأنصاراً عديدين في ألمانيا وإنجلترا، أشهرهم "دورين" و "سبنسر" ، وبين الروحية ويؤيدها فلاسفة فرنسيون، ويستمر هذا الصراع في النصف الأول من القرن العشرين، موضوع الباب السادس والأخير، ويمكن القول أنه لن ينتهي.
الزوار (658)
نسخ مشابهة