الصناعات الثقافية في لبنان ( 133 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2002
الصناعات الثقافية في لبنان
مع التطور الثوري الذي يشهده العلم، يحتل قطاع المعرفة والإبداع أكثر فأكثر موقعاً مركزياً في عمليات الإنتاج والاتصال، وبالتالي يمثل ثقلاً أكبر في اقتصادات العديد من البدلان الصناعية المتقدمة أو البلدان النامية على السواء. ومع تطور تقنيات الإنتاج وتعمق آليات السوق وتوسعها لتشم لمختلف مناحي الحياة، تنخرط الثقافة أكثر فأكثر في خضم هذه الآليات، وتغدو نتاجاتها المختلفة وتعبيراتها المتنوعة أقرب إلى كونها صناعات ثقافية تمثل جزءاً من البنية الاقتصادية والإنتاجية لأي بلد. وقد عرف لبنان منذ فترة نشاطاً بارزاً على مستوى بعض الصناعات الثقافية، وبخاصة صناعة الكتاب والموسيقى والوسائط السمعية والبصرية وبعض الفنون التصميمية وغيرها. غير أن هذه الصناعات تواجه اليوم تحديات عدة غير معزولة من التحديات التي يواجهها لبنان على مستوى البنية الاقتصادية ككل وعلى مستوى دوره الاقتصادي والثقافي في الإطار العربي والعالمي بوجه عام. يحاول هذا الكتاب إلقاء الضوء على بعض قطاعات الصناعات الثقافية في لبنان، وبخاصة صناعة الكتاب وصناعة الموسيقى والسينما، وهو يحاول قياس الحجم الذي تحتله هذه القطاعات في إطار الاقتصاد اللبناني ككل، كما يتناول البعد القانوني لهذه الصناعات في ضوء حقوق الملكية الفكرية. وهو يحاول أيضا أن يرصد ويحلل أهم التحديات التي تواجه هذا القطاع ويطلق حواراً مطلوباً حول السبل التي تعزز هذا القطاع في المستقبل.
الزوار (316)