أصحاب المفاتيح ( 21 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 2000
أصحاب المفاتيح
ما الذي تفعله بذلك الماضي الذي تركته وراءك؟ تظن أنك تركته، لكنه، هو لم يتركك، يلحق بك فيفاجئك أنه حي فيك، ويتحول من ذكرى إلى عبء ومسؤولية. ليس من الضروري أن يكون الماضي مشيناًن حتى لو كان مثار الفخر والاعتزاز فهو ماض، ولأنه ماض فهو ضيف ثقيل على الحاضر يريدك أن تكون ما كنته ذات يوم: مناضلاً أو عاشقاً أو مقاتلاًن أو خائناً؟ إنه يأتي ليسمم حياتك. لكي يقول لك: لست حراً للتخفف مني. إنا فيك. وأنت ما زلت مسؤولاً عني: أمام من عاشوا هذا الماضي معك. وأمام من شاركوك حلوه ومره، أحلامه وأمانيه، مسؤول عني أمام نفسك. يضبطك ماضيك في المرآة فيسلط نوراً على حياتك الحاضرة، ويجعلك تحس أنك لم تخلق لكي تكون ما أنت عليه الآن، بل أنت خلقت لكي تكون ما قد بدأته منذ زمن، زمن الأحلام والآمال والحماقات والنضالات. ما الذي تفعله وأنت أمام هذه المرآة؟ هل تخلع عنك حاضرك بكل مستجداته وتدخل المغامرة المجنونة؟ أم تكسر المرآة لتبعد عنينه عنك ثم تحاول أن تعود لتنسجم مع حياتك الراهنة؟ جرب. ممدوح عدوان
الزوار (948)