خلاصة الأيام ( 367 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 1970
خلاصة الأيام
لم تكن ريح نهاية العالم ولا رشاش البرد على سطح المنزل هما اللذان نزعا النوم من عيني ليلاً، بل القلق من أن الثامن من كانون الثاني سيشرق لا محالة، فمنذ خمس وعشرين سنة وأنا أبدأ دائماً الكتابة في هذا التاريخ تفاؤلاً مني أكثر منه إنضباطاً أخاف إذا بدأت في تاريخ آخر أن يشكل الكتاب فشلاً وألا أستطيع، إذا مامر الثامن من كانون الثاني دون كتابة، أن أفعل ذلك في بقية السنة...يستطيع أي شخص أن يقول إن كتابة الرواية مثل زراعة الخبازى. أقضي عشر ساعات يومياً مسمرة على كرسي مقلبة الجمل ألف مرة ومرة كي أتمكن من أن أروي شيئاً بأكثر الطرق الممكنة تأثيراً. أتعذب بالمواضيع وأنغمس في الشخصيات بعمق، أبحث، أدرس، أنقح، أطبع، أراجع الترجمات، وأمضي في العالم مروجة لكتبي بعناد بائع جوال...فالكتابة مثل الشعوذة لا يكفي أن تخرج أرانب من القبعة، بل عليك القيام بذلك بأناقة وطريقة مقنعة. في هذه الرواية المذكرات تهيم بنا إيزابيل الييندي، أو ربة الفجر المزاجية كما يمكن أن نسميها، في أروقة التفاصيل اليومية لحياتها كي نكتشف كم نحن متشابهون في آلمنا وآمالنا وكيف أن فعل الكتابة اليومية يؤرخ لأشياء صغيرة أحياناً لا تخطر على بال، ولكنها بعد حين وأن تتلاحم مع بعضها البعض تشكل نسيج دراما حياة كاملة وكثيراً من الحنين والحزن.
الزوار (1498)